السبت، 30 يونيو 2018


لهفة ..

أليس غريبا أن نُفرَّقَ للأبدْ
حبيبين لم يشفق علينا ولا أحدْ

كأنا ولا كنا ولا كان حولنا
ملائكةٌ يمشون : يا سيدي مددْ

ولا شدنا ليلٌ الى كأسه ولا 
على جمرةٍ من رغبةٍ بيننا اتقدْ

ومن قبلةٍ نحيا ويكبر حبنا 
ومن قبلةٍ أخرى يذوب بنا الجسد

نعانق لا ندري أنحضن بعضنا 
وهل كلنا يهذي وفي ذاته اتحد

أراهُ قريبا كلما غاب وابتعد 
وقد ألتقيه ..
قد يعودُ ..
وقد ... وقد 
ولكننا عدنا خيالا لما مضى 
غريبين يا الله يجهلنا البلد

الثلاثاء، 9 يناير 2018



رؤية ..
وجهك الفجرُ وأكداسُ الغمام
مطرٌ يغسلُ أوراق الظلامْ

يحمل الشمس على أكتافه
حالما .. يطلق أسراب الحمامْ


سبعُ آياتٍ فآمنت به
مصحفا ما بين عينيَّ ينام

مريميا صافيا يمنحني 
شهقة الكأس هياما في هيام

من ندى خديك حتى المشتهى
لفمٍ دثره الورد ونام

وجهك الصبح .. عصافير القرى
ومواعيد التلاقي والغرام

بين عينيك التي ألمحها
لهفةٌ تنفذ من بين الزحام

همسةٌ قدسيةٌ تسكرني 
وكأني في صلاةٍ ومقام

أين أخفيكِ 
وروحي امتلأت بكِ 
وامتدت على كل المسام

آه لو تمنحنا الدنيا 
ولو حلما 
نتبعه مثل اليمام

قبل أن ينقضيَ الوقت بنا
ويضيع العمر عاما بعد عام

السبت، 23 يوليو 2016






منذ بداية الحرب أدركت أنها ستأكل شيئا من جذعي ..
عامان وأنا أضمد جرح غيابه ... وهيهات.

إلى زيد الذي أطفأ الشموعَ وغادر.


تغادرني وفي شفتي النداءُ
ولم يُجدِ الدعاءُ ولا والبكاءُ

وتدري حين تتركني .. ستمضي
الصباحاتُ الجميلةُ والمساءُ

وأعرفُ سوف تتعبني انتظارا
وأسألُ عنكَ أين غدا اللقاءُ

أجبني .. لا طريقَ إليك يفضي
ولا زمنُ الضياعِ له انتهاءُ

أراكَ مع السرابِ خيوطَ ماءٍ
تَلوحُ .. ولم يكن بالسفحِ ماءُ

أود بأن تعودَ ولو قليلا
ورحلتُكَ الطويلةُ لا تشاءُ

أريدك أن تلم غبارَ عمري
لأن العمرَ أكثره هباءُ

جَبينُك أيها الولدُ المُحَنا 
أمانٌ والتفاتتك الضياءُ

وصوتُك كان آخرَ ما تَبقَّى
بصدري .. فهو حصني والرجاءُ

وحيدا أقطع الطرقات صمتا ..
غريبا حيث يأكلني العراءُ

ومثل النخلِ أكتمُ كل حزني
وحزنك يا حبيبي كربلاءُ

فراتُكَ منذ أن أظما حسينا
تَعرَّى حدَّ مات به الحياءُ

ويبحثُ عن قرابينٍ عذارى
ليَدفنَها .. ويبقى الأغنياءُ

دماكَ ..
دماؤهم ...
يا حيف صارت
بضاعةَ كل من ذهبوا وجاؤوا

وتنظرُهُم عيونُك كبرياءً
وأعراسُ الشهادةِ كبرياءُ

وأنتَ على شفا حلمٍ أخيرٍ
تُلوِّحُ لي وكفك كستناءُ

ترشُّ على المدى مطرا خجولا
فيزهرُ فوقَ قامتك الفضاءُ

تنادي والصدى يبدو بعيدا
فتعثرُ .. ثم تَحضنُكَ السماءُ

نعم .. يا ليتنا عدنا صغارا
لتحميَنا العباءةُ والرداءُ

ونركضُ خلفَ أمك .. خلفَ أمي
ندورُ وحولنا الشمعُ المضاءُ

نُذورُ الأمهاتِ أما حمتنا 
أما سمعت نداها الأنبياءُ ؟

لماذا تُقتلُ الأحلامُ فينا
وتذرو حقلَنا الريحُ الخواءُ ؟

لماذا كلما نَضَجت ثيابٌ
لعاشقةٍ تَلبَّسها العزاءُ ؟

كأنَّ حضارةَ الأنهارِ كانت 
مواويلا وأعيننا الوعاءُ

لهذا خُذ بِقربكِ نايَ روحي
وضَعه حيثما يبكي الغناءُ

ولا تنظر إلى قسمات وجهي
فليس بِطيِّها إلا العناءُ

الأربعاء، 11 فبراير 2015



أُودعكِ .. بقُبلتينِ وأغنية /


مَهلا .. أكادُ أُصابُ بالهذيانِ
يا قِطعةً من لؤلؤٍ وجُمانِ

جَسدٌ تُزخرفهُ الجواهرُ والحُلى
وتذوبُ فيه شواطئُ المرجانِ

من أين جئتِ .. عروسةً ريفيةً
نَسجت خيوطَ الضوءِ بالألوانِ

ثم انسكبتِ على الرمالِ .. فَخَضَّرت
عينا "إِمِسوانٍ" على الشُطآنِ ..!

ها أنتِ فيها وهي فيكِ .. وكلُّ ما
أبصرتُ أنتِ .. ولا مكانَ لثانِ

لا فرقَ .. عيناكِ احتفالُ مسائها
مثل احتفالِ الغصنِ بالكروانِ

ويداكِ ترتفعانِ من شُرفاتها
حتى كأنَّ الكونَ سربُ أغاني

عبثا أُحاولُ أن ألمَّكِ في يدي
فتفتحت بيديَّ سوسنتانِ ..!

هذي إِمسوانٌ وأنتِ بكفها
قمرٌ على خَديهِ عاشقتانِ

أو لوحةٌ صوفيةٌ من وَحيِها
ما لامَسَتها ريشةُ الفنانِ

في كلِّ حرفٍ فيكِ أكتشفُ الرؤى
ولُقى الهوى وحقيقةَ العِرفانِ

كلُّ الذين يُفسرونك أَخفقوا
حتى أنا ما زلتُ فيكِ أعاني ..!

تمشينَ في تَرفٍ كأيِّ أميرةٍ
تيَّاهةَ الفستانِ والأردانِ

ناديتُ .. أو حاولتُ .. لكن الهوى
يختارني للهجرِ والحرمانِ

أقسى عذاباتِ المُحبِّ بأن يرى
دمعَ الوداعِ ولحظةَ الهجرانِ

ويظلُّ ما يكفيه بوحُ قصيدةٍ
كي لا يموتَ الدمعُ بالأجفانِ

كي لا يظلَّ على مشارفِ موعدٍ
يأبى بأن يأتي ويلتقيانِ

.................

إِمِسوان: بلدة شاطئية شمال المغرب.



الأحد، 15 أبريل 2012

تَحتَ ظلال اللَّبلاب



مَساءٌ     لانبِعاثَتِها     يُضاءُ
وَلَيلٌ   لا    يُسامِرُهُ    انتِهاءُ
تَعَتَّقَ تَحتَ شُرفَتِها  انتِظاري
فَكُلِّي  خَمرَةٌ   وَهيَ   الإناءُ
تَطُلُّ ولا  شراعَ  يَلُمُّ  صَوتي
إذا  التَقَيا  ضِفافُك  والرجاءُ
إذا التَقَتَا عُيونُكِ في  عُيوني
تَكَدَّسَ مِلءَ حَنجَرَتي  الغِناءُ
وَنَصمُتُ لَحظَتينِ اذا ارتَبَكنا
وَنُومِئُ  بالجُفونِ  بما   نَشاءُ
وَنَقطِفُ ما  تَبَقَّى  من  لقاءٍ
وَنَسأَلُ هل يَحِينُ  لنا  التِقاءُ
أَماكِنُنا    القَديمَةُ    وَالبَقايا
تُضِيءُ كما  يُضِيءُ  الأولياءُ
نِداءٌ    راحَ    يَتبَعُهُ    نِداءُ
أَجَب يا أَيَّها  الوَجَعُ  الشِّتاءُ
أَجِب  يا  كُلَّ  أُمنِيةٍ  تَدَلَّت
على كَفِّي لِِيَغمُرَني انتِشاءُ
لنا ما  لِلأَسامي  حِينَ  تَبقى
وَتَرفُضُ أن  يُراوِدَها  انقِضاءُ
على الجُدرانِ تَكتُبُنا الحَكايا
حكايانا    لِيبتَسِمَ    المَساءُ
وَتَبقى حَيثُ  تَبقى  ذِكرَياتٌ
يُخَضِّلُ   طَيفَها   حاءٌ   وَباءُ



الأحد، 19 يونيو 2011

مـا قـالـه الـمـطـر


يَبـدو بِأَنَّـا نَسينـا  مـا  يُذَكِّرُنـا
بِبَعضِنـا وَزَعَمنـا أَنَّــهُ الـقَـدَرُ
يَبدو بِأَنَّـا أَضَعنـا  كُـلَّ  خارِطـةٍ
ولم يَعُـد لِلهـوى نَقـشٌ وَلا  أَثَـرُ
أَرجوكِ لا تُرجِعي السَّاعاتِ لن تَجدي
سوى الوُرُودِ علـى الميعـادِ تَنتَظِـرُ
وَلن تَـري زُرقَـةَ الشُّطـآنِ  ثانِيـةً
مُنذُ افتَرَقنا وهـذا المَـوجُ مُنكَسِـرُ
كُلُّ التَّفاصيـلِ  تَمحُونـا  وَتَكتُبُنـا
عَيـنُ اللَّيالـيَ وَالمِنديـلُ والقَـمَـرُ
أَنا بِكُـلِّ أسـىً أَرجـوكِ سَيِّدَتـي
أَن يَنتَهي وَهمُ مـن منَّـا  سَيَنتَصِـرُ
فَقَد هُزِمنا وَها عُدنـا نُفَتِّـشُ عـن
صَدى الحِكاياتِ أَو ما قالَـهُ  المطـرُ
فَرُبَّمـا ذَكَرَتنـا  طَيـفَ  أُغنـيـةٍ
تِلك المَسـاءاتُ أو يَشتاقُنـا الوَتَـرُ
يا طالَما زَقـزَقَ المَـوَّالُ فـي فَمِنـا
وَلَمَّنا من علـى أَغصانِـهِ  الشَّجَـرُ
مِنهُ التَقَطنا نَشيدَ العِشـقِ وَابتَـدَأَت
أَحلامُنا البيـضُ كالشَّـلالِ تَنهَمِـرُ
هنـا جَلَسنـا تَحَدَّثنـا وَدارَ بِـنـا
دُولابُ لَهفَتِنا حَيثُ المَـدى  صُـوَرُ
وَالآنَ عُدنا كَأَن لا شَـيءَ يَجمَعُنـا
حَتَّى اللِّقاءُ على النَّظـراتِ  يَقتَصِـرُ
" هل كانَ حبّاً ؟ " أَجِيبي يا مُحَيِّرتـي
أَم كانَ وَهماً مَعَ الأَصـداءِ يَنحَسِـرُ

الأحد، 6 مارس 2011

جـمـر

مُعلَّقة بذاكرتي
كقنديل يضيء الليل بالصلواتِ
أيتها البعيدة .. 
كنت حلما ناعم الملمسْ
ووجها يوقظ الفجر الموشى بالندى
وأنا الشظايا من مراياكِ التَّكسَّر بالمواعيد
لذا تغتالني الساعات ..
لا صوتٌ ليرجعه الصدى والريح قاحلةٌ
سوى عينيكِ يلتمعان
 وسع الليل ..
وسع فضاء روحي وانتظاراتي .